الاثنين، 31 يوليو 2023

مشهد





يتلمس بشرته الناعمة و كأنه يلعن الشمس و يمشي
يتهبب براحة يده اليمني بتأفف و يمشي
اردافه كخنزيرين يلعقان بعضهما
و يده اليسري تدبدب لحيته أسفل فكه العريض
و كانه يعصره من سائل لزج
لا يرمي سلاما علي الناس حوله
غير تمتمة تلعن سلسفيل الزحام..
و التراب الناعم الصاعد من البراطيش و السفنجات
يمشي صوب هدفه، حريصا ان لا يُمس
يخرج من جيبه آلة صغيرة سوداء..
يوجهها أمامه
تصدر صفيرا خافتا - تتت -
ممزوج بتأفف جهِم
يعيد توجيه الآلة الصغيرة أمامه..
فتصدر نغما مختلفا..
فتدور ماكينة العربة المركونة في نهاية الشارع
تماما بجوار بائعة الشاي
يدلف إليها بحركة رشيقة و يختفي
تلاحقة لعنات بائعة الشاي
و ثلاثة جالسون بقربها..
و كل الغبار الحرام. 



فى مكان آخر - قصة قصيرة


  - قصة قصيرة - فى مكانٍ  آخر




جلس أسفل الكوبري و الذي ينقل الناس من الخرطوم و اليه، لفترة ظل صامتا يعد المركبات بصوتها، الى ان بدأ يميز الداخل منها و الخارج، توقف عن الإنتباه لحساب سماع الاصوات عند بدايات وصول صوت موسيقى صادرة من يخت فارهٍ و كأنه سَحاب يفضح للنيل عورة من المنتصف، وكان كلما إقترب تصله مسيقيً و كأنها ترجوه النهوض و الرقص، او حتي رمي يدٍ لسلام، تبين قارئً أسمها المنقوش و البشر ميسوري الحال فوق سطحها و لم يقف ابدا. تذكر حبيبته الاولى أيام الدراسة وهو يقف فى إنتظارها الساعات الطوال، قادمة إليه بخطوات لا تبالى الا  بصنعة الهوينى، فيصل عطرها، ثم وجهها الجميل، و هي كاملة تقول و تسأل : كيفك      إنت  !

ظل يراقب اليخت الى ان وصل أمامه مباشرة و سؤال : (( من هم  ! )) يعجزه من القيام، الموسيقى  اعلى من صوت محركات الدفع و صداها يضرب جهة ما فوق الكبري لتاتيه و لتعود مرة اخري مكررة بصوتٍ أشف صادرة من الضفة الاخري، على سطح المقدمة مجموعة تتراقص و آخرون يقفون ممسكين على الأطراف و كأنهم متأملون و أخري تجلس على المؤخرة فى سمر و مرح.

تمنى لحظة أن يقف و يُظهر حاله من بين الحشائش ملوحاً يسأل : (( كيفكم انتوا  ! ))،  و لكن الامر هنا يتطلب شجاعة و جرأة و سرعة، فقد غادر اليخت نطاق أن يسمعوه وحتى لو صرخ.

إختفت المقدمة براقصيها من الصورة وهم يتجهون غرباً، و عند ضرب الموجة الضخمة الصادرة منهم على الشط بقربه، إختفت الموسيقى تماما و لم يتبقى غيرهم السُمار أشباحاً على مؤخرة لا يصدر منها غير أزيز قبيح و كأنهم سَحاب يشق النيل لنصفين و بقايا من خجل و زبد.

أرجع رقبته بكامل وجهه إلى الشرق و كأنه ينتظر آخراً .....

لم يصدق ان على بعد خطوات منه مركب صيد خشبي عليه إثنان، أحدهما يجدف و الآخر يرمى بالشبكة، وقف يسألهما : (( كيفكم إنتوا ! إنشاء الله الخير باسط  !))

-          و الله تمام يا أبن العم، الخير باسط و النيل ما بخيل ..

قاطعه المجدف :

-          النيل ما بخيل ! و الله لو ما الاولاد الـ ...........  كنا شلنا سمكنا و بعناه و مشينا بيوتنا ...

سأل: اولاد  منو  !

أجاب المجدف : اولاد  السجم و الرماد العدو من هنا ..  طفشوا  السمك  ..

قاطعه رامي الشبكة :

-           قول خير با عبدالرحمن ،  قول  خير  ...

-          خير ....

رجع خطوات بدون ان يسترسل معهما فى الحديث الى مكانه و جلس ظاناً بانه ربما نادم فى السؤال، بهدؤ ظل المجدف على مؤخرة القارب يمسك بالخشبتين و يضرب على الماء و كانه يمسح سطحها و يدعو الاسماك أن تهدأ و تدخل الشبكة. أما الرامي و من بعد رميه للشبكة الاولى و تحديدها بكرات صفراء عائمة، إنشغل بهمة يفكفك و يعدل كومة شبكة أخري لتُرمى فى مكانٍ آخر.

 

رضوان عبدالعال همت


الأربعاء، 26 يوليو 2023

عباس فرح - شهيد الترس


عباس فرح - شهيد الترس

عباس،، يا روحاً فيني.. 
يا جُرحاً ما بين شكوكي و يقيني..
_اتعلم اني في عشق اللون سكون!! 
_في قَدَرِ الأحمر و الأصفر مجنون!! 

 يااااااااااا وهيب الله.. 
الرسل إلينا.. 
و انت الراحل مُستن الرمح إليهم
ابقينا فينا.. 
"من لثمة عمه.. من رضعتها امه" 
في خطو  المشي اليه، الكون الشاسع في شهوته.. 

لا ترحل اكثر من هذا.. 
فالتبقي يا عباس قليلاً.. 
فسلام شوارعنا أُنتزعت منها رايتك.. 
أشعلها  قتلتك  الأوباش  نهاراً.. 
فتعال الينا.. 



في بيت المحبوبة زاوية تسأل عنك.. 
قذفت بحماقة هذا المدعو " دوشكا " 
نزح الشارع لجهات أخرى.. 
الصمت يخيم و رائحة الموت في كل مكان

أفيدك بأن شوارعنا اشعلها القتلة يا عباس.. 
إيذان الطلقة في صدرك..
  يتفشي داناتٍ و مآذن تكبير.. 
سكنت زوايا بيت المحبوبة و الكنداكات.. 
في حبك يشربن الشاي مع الحبوبات.. 
المحبوبات آفات بتلات الشوق.. 
يغزلن ضفائرهن علي الآهات.. 
نجواهن ملاك   في موكب  جنتك..  
و عروسك قمر في حِناء كفوفك.. 
علي أكوام القُبل تفيض.. 
مكبلة صوب لقاء الحدوة فيك.. 

و تهتف :"عباس في اللون الأصفر و الصخرة باقٍ" 
منقوش الصخرة قانٍ من كل الكون..

قافية في آن حروفي تسأل عنك.. 

اسكنت هناك!! 
ام مازلت ترفرف مصحوبا بملاك المجد.. 
لا أرجوك لقاءً  صوب مشيئتك و أنت الابقي.. 
فالتبقي.. 

الأحد، 23 يوليو 2023

"أغاني الرماد" - مقطع أول -

"أغاني الرماد" - مقطع أول -

   "كم هو صعب أن نقول وداعاً.." 
 

المدينة محبوبة الأغانى توغل في رمادها.. 
        " غني يا خرطوم و غني "... 
تنفجر في وحلها.. 
        "      من الاسكلا وحلا      "...

و الريح المنعزلة ببطء الوجود تختفي... 
الذكريات في اللؤم لا تزال باقية... 
و لكن بدون جسد و عقل. 

نحترق في القلوب المُبعثرة.. 
نقول وداعاً لمن بقي حياً.. 
و لمن نجا الي الموت منا.. 

في طريق الخروج نبحث في وجوهٍ  لا نعرفها.. 
و لكي لا تختفي.. 
قليلاً.. قليلاً نحمل الخطو إليهم.. 
و لذا نقيف.. و نحتفي.. 
بجوار كل أولئك الذين ذهبوا قبلنا.. 

نلوّح لقافلة تتجمع الآن.. 
و نهمس :  " الي أين!" 
و ندعوه :  " اعتني بنفسك.. الي أن نراك قريباً"

яυ∂ωαи нιмατ . 21 July 2023





الثلاثاء، 18 يوليو 2023

#الأغنيات

"       بداية       "




🥀🥀🥀
#بداية :

أحجار في عبادتها تراقصني الوثن 
تُلجمها مقيدة على عُرىٍ أمامي 
تشدو في مهرجان متاهتي
ما بين واديها و مدافن العشاق البعيده. .. 


#الرمل :

الرمل درب العاشقين  بوصلة القوافل.. 
سلوى منابع أودية  القبائل 
و الناظرون من على تل قريتنا إنتهاء مغيبهم
تستلهم وجع الفجيعة راقصة 

 ّمراقد الصُلاح أجنحةٌ على فرسٍ رخي.. 
تأتي، و غمامة  ترسو بعيداً.. 
و لا تعير لنا إنتباه


#ارادة ألله :

متكأٌ لون البداية في الرحيق 
إنفجار الرهق في جوف الحريق
قالت : "  قليل من وعود الله تكفينا " 
جِيدُ الصِغار  مُزّهرةٌ فيه أمانينا... 
مولدةٌ على أهداب حَبلى و قنديل  آمينا
و على عتبٍ تُسامِحُنا! 
و المنتهى في سِدره وشمٍ يشيخ

 
 جباههن ساحاتك المنصوبة للنار.. 
النواحي كلها نحوي تهرول 
بالقرب منك أنامل طُفِئت.. 
ما عادت يراع مسبحة لك.. 
و تَعبد في إرادة الأشياء أدعية الأضاحي 
 بارك ما يحاك على شفاه الزور أغنية.. 
إتقاد الحُب عبداً و مليك 
لا تلاهي في بقايا ظله محياك 
و ان رغبت علي مجون الحكيي
أعيره الدرويش رقصتك الدوار.. 
 أنتظر ملاهات الأرض زهواً و أمنيات 
و من زهول  قدرته تماها.. 
و تماها و تماها.. 
ما عادت الأقلام ترسم هزيمتك الأكيدة

   أصرخ ما تشاء "رحمتك إلهي".. 
و  لا تقاتل 

#بقايا :

ظمأٌ ما بين نهديها يُطابب مسكناً للظل.. 
يوغل في الغياب.. 
يعبر ما بين ربوعها ريعاً من الأغراب.. 
تهدي الأنبياء مآذناً و قباب
و على محراب هودجها تلاويح الإقتراب 
 مُسرّجةٌ أصواتها..
 صلواتها..  

........

خلسة في الليل تعبر من هنا
و تنثرُ ما تبقى فيّ من قُبلٍ بعيداً

  
🍷 نبيذ :

كانت تبارك  خطوة الصياد 
تدفعه من مشيمتها الدفيئة للحياة 
تُبري سهام النار آلهةً على قوس دليل .. 
تُكبل بِظلال ثدييها مدافن القتلى 
تُدثرهم  شواهداً  ثكلي 
كانت على إيقاع الخطو تمشي..
و رَفة الطير المُحلق فوق قلعة المحراب السجين
على  زكري أمانيها.. 
مباكيها.. 
و أخرى 

 مولودة في الآن 
لا أرض يحملها و لا ظل سماء 
خلقاً في سراب العين
تأويل مشاهدة الآن " رؤيا".. 

تُنشي  الفلوات ابريقا  مُحلي
مسام الروح من دمعٍ  و  دم.. 
على إيقاع الخطو تمشي ما تشاء.. 
و الكل سُكارٌ حول نبيذها المعصور اللذيذ.. 
و لي منها القليل
 
#السجين 

أحضان الرماد  تزاحم الألوان أسئلة 
تجاوب ما استلت حواجبها بيوت الطين
تمزجها  طحالب بركة "من ألف عام"
كانت على بُعد مسافة معبدين 
صَخبٌ يُضاجِع في حِراب البرق رعداً
لصٌ في أثر قافلةٍ و نجمٌ ينتحب

_أو فالتقل :
"رمح يسِنُ قلادة في مقتلٍ" 

تمائم التُجار بائرة نميمتها  علي البيوت
و على  الطريق أكاذيب الجدار في مراوغة السجين.. 

  #ميناء

ثمود تُداعبها ثِقالٌ  .. 
و عادٌ في نبوشِ سُلافها ترمي النبال  .. 
كانوا جميعا في إنتظارٍ طال دهراً .. 
و الرصيف ببضاعة خُنثي يميل .. 
تتبله نواميس من بلاد لم نراها.. 
كانوا على مرمى ميناء يناجي 
عينٌ على فرسٍ من الترنيم ينصب حدوة
و يدان تستلبان تطريز الأحاجي. 


#ملل

" حر  هو  هذا الجدار  مُقارباً سُكانه الحمقى " 
"  مخبوذاً رأس مال الناس سُنبلة" 
" بقايا نسمة تأتي على زكري ملاعب الأطفال تلك" 
" الريح حاملة مزارع الريحان " 
" شهقة الورد و النحل في شغف يوادع بيته" 
"إعلان قافلة تدسدس صرة في الثوب" 
" و تميمةً في شدوها المخبؤ  في مللٍ " 
           فمن تكون! غيري أنا 
           مدن تعج إضاءة.. أخرى تموت


 #أزهار الفلا - 1-

كُنّ على أطراف تبريز تغزلن الحرير .. 
يغاذلن اولاداً على خيلٍ منهكه.. 
البنيات،، الملولات،، البتولات أزهار الفلا 
هاربات من أنات  النساء الخابئه ..
يبحثن عن جسد في لغة  الحروف الابتداء 
عن عمياء  تحملها  الكلام.. 
في إنتظار سكينة عزراء كُنْ
في سلام.. 
و الجدات منشغلات بجدائل النسج الفسيح.. 


#أزهار الفلا - 2-

هن البنيات، الملولات البتولات..
 أزهار الفلا
يحملن الصغار  لبركة مجبولةٍ في اللهو .. 
يهمسن الفَراش هنيئة..
 يكحلنه بالود.. 
و الي ما استطعن من الخطو السبيل
يخضبن الأنامل فرجةً للطين في حُلمِ العروس.. 
معطونة في  العِطر تنشد موعداً ..
خلطا من الليمون و الحناءَ و الصندل 
ينسل منها  الأرض صوب إيقاع يهلله القمر
دمعاً شهي... 
يرجعُ شهوة من فارس يمشي على الانحناء مختالا .. 
 
و سكون في إنتظار القُبلة الأولى .. 


#الأغنيات

 " اواه لو أن لي في سكينة الموت أمنية " 
" لو أن لي من بقايا مُقلة أحببتها وطناً " 
"لو أن لي في دمي مرسيً يُشاطرني مسامي"
و.. 
أمامي.. 
 "مأوى على إيقاع كل الأغنيات" 


#عيناها

كانت   تغني.. 
شطآن مزينة على أصفاد مالكها
ارتحال من رحيق الزهرة المُهداه
تحوي قيود مسامها  سُتراً 
........................ 
........................ 
 عيناها مَكَحَلةٌ و  أخيلة بعيده
نَبِيت بذورها عُشبٌ لرِضاعة عَطشي .. 
و سُراقٌ على قارِعة الطريقِ مُخيمون 

كانت تغني

إنتظار في معاني معرفة ما نُريد.. 
.. النحل يوادع زهرة"
" يبني من الشغف العسل 
 " بيتاً و مملكةً "

في معاني ما نُريد.. 
ما أنابت خطوة من خلف خطوة
لا أخافت رشفة من بطن زهرة، رعيةً

- كانت هي -
في الانتظار.. 
تمتد نحو الأفق.. ما شاءت
تشدو علي وقعٍ شحي : إذ تقول 
 " علي وقع التلاقيح التقينا "
طنطنةً.. 
شذيً على مد البصر... 


#ليس إلا 

في شغف نمارس سدلنا.. 
  " اقصده :" نهايته الستار. 
............ 


و إنتظار  في - ربما - منفيً أخير .. 


  ليس  إلا..





الخميس، 13 يوليو 2023

" سارقو بلادنا .. صائدو جوائز الكلاب "

سارقو  بلادنا .. صائدو  جوائز الكلاب   

                                                                                                                                           و هم قاصدون ان يمطر الخراب فى بلادنا 

ان يطردوا  السحاب ..

خططوا ان يسرقوا المساء  و  الضباب

وينشروا  السحايا

تابعوه خلسة .. اسكروه  بالدماء ..

و  حاولوا  عنوة  إنتزاعه  ..  إنتزاع كل شي ..
و  دغدغوه  بالشظايا ..

واهمون ..

و البلاد  و العباد   غابة   صحراء   سرمدية

واهمون ..

و  نقسم -  لن  توصد الأبواب
بربكم .. رتلوا  من  الكتاب  ..
ان  يلعن  اللصوص    سارقى  بلادنا ..
صائدي  جوائز   الكلاب



 

" لا جدار "

"     لا جدار     "



الإهداء : الى كل الحمقى و المغفلين و تجار الدين و الذين نراهم اليوم يتراقصون منشدين النشاذ و الفرحة لإنفصال جنوب السودان .. 
الا تعلمون بأنه ليس بإستطاعتكم بناء جدار بيننا...

    ***

  يهمسنى على صور من الورق الردئ  

و ما تبقى من كهرباء عيناي  

أو حتى ذكري شاشة التلفاز ذو اللونين  

 او بيت الحمام
  

غيظا تصرخ فاطمة السمحة : - (( أغرب عن وجهي ))


أتراه يلتهم الشقوق 

المسامير  

الطين  

الصدأ  


أواه  من  فتح  نافذة على أرض باسمك صكه  

يا  انتظار
   

أنا لا اخاف  

لا اخافك  

و لا أخاف الموت فيك  

عذرا    فبتعد شبرا  - قليلا ليس إلا -  

خذها تلاويح الحبيبة   و ابتعد 

خذها المطارات الملولة  و ابتعد  

أنا ههنا  

أمارس ما يحلو برغمك 

فى نسيج السجن والخيط تمام  

أنا  ههنا  

لا حلمى كذب   

ولا لحظة الأصغاء جذر  

او  حطب   

و السؤال 

 شرخك لمبة الزيت   و   لا   زجاج ! الي متي



لن تكون  

لن تكون  

ابدا    لن تكون   



أرقد  بالجوار



ولا  تعالٍ      يا    جدار

===

رضوان عبدالعال همت