الخميس، 13 يوليو 2023

ذيل الضب - قصة قصيرة


 

ذيل الضب

 


هدير الطائرات مسكون على جميع جدران هذا الدار لا أقصد رمزا، بل شقوق واضحة، و السبب يعود كما أعتقد  لانه  جزء تم بناءه كملحق ، بناء هذا المنزل كان فى فصل الصيف أما غرفتى فكان شتاء، لا أعرف سببا بان يكون الشق بهذا الشكل فقط هنا – إنها مشيئة الاقدار - ، من المتحمل بانه عيب البناء فى فصل الشتاء، الم تشاهدوا كثيرا عمال البناء وهم يعملون تحت الشمس الحارقة يتصببون عرقا فى عز الصيف، بالتأكيد هذا هو السبب، لا أذكر باننى رأيت عمال بناء و هم فى حالة من البرد! من الذى يمتلك رقبة تمكنه من الإطلاع عما يدور حوله فى فصل الشتاء، لا يمكن ابدا ان لا يكون هنالك عمال بناء فى فصل الشتاء – هذا غير مهم بالمرة -

رمى ذيله لى و رحل ، أنه ضب ظل خلال أكثر من شهر يحاول الخروج من الغرفة و هداه حظه العاثر الى ان يدخل فى الجزء العلوي من الشق، ظل عالقا لأكثر من يومين الى أن رمى ذيله و رحل الى الدنيا الآخرة، و بحكم معرفتى و لصقى و مشاهدتى لتفاصيله و عيناه الجاحظتين ، ظللت لاكثر من شهر أشاهد  شريطى النمل هنا، الذاهبون اليه فى عجلة من أمرهم و القادمون منه  يحملون جزء منه الى حفرة أسفل باب الخشب المتداعى، و عندما تم الإنتهاء منه و دفنه هنالك على طريقتهم ، بداء يساورنى الملل و القرف لعدم توفر ما يمكن مراقبته  هنا. فكرت جديا فى إستخراج جثته من ذاك المكان العالى و رميه للنمل و انا اقول - إذا هم أنهوا الذيل فى شهر فما بالك بالجثة كلها - .

 

بسعادة لا تضاهى كان النمل الناهش للذيل يمارس عمله دون توقف، و كان عسيرا علىء محاولة عد مرات التحميل بالنسبة للنملة الواحده، و لكنى توصلت الى أن العمل منظم و مقسم بالتساوى بينهم لانهم يسيرون فى خط واحد. النملة تحمل بفمها جزء من الذيل و دون ان تعير انتباها للصف المعاكس لاتجاهها – المهرولون الى جهة الذيل – تشد عزمها الى جهة أسفل الباب الخشبى، عبارة عن كومه من التراب ملء ملعقة أو أقل يتوسطها حفرة تسعهم و هم حالة من دخول و خروج  و المسرعون الى التحميل و كأنهم جياع، تتلاعب بهم السنتهم  و عيون تختلس ما يحمله زملاؤهم الى الحفرة، و هكذا كان تبادل الادوار عند توقيت معين و محسوب بدقة الإلتزام بالخطو و مسايرة من هو بالامام و نبذ شبه مطلق للتخاذل و نكران كامل  للذات !

ما قبل مشاهدتى للضب كنت لا أبالى بحالى و لا بحال من هم بجواري و لم تكن غيرها الطائرات الهابطة دليلى لزمن دقيق، و ربط الزمن بمستويات مختلفة من الهدير، يوم الثلاثاء  مثلا كانت تلك الطائرة الضخمة و فى تمام الساعة العاشرة و النصف تماما تعلمنى بالوقت و تعجبت فى بادي الامر كيف انها قادمة من بريطانيا – على حسب ما قاله بائع البطيخ -  و تأتى من جهة الجنوب لتهبط، و عرفت بأن المسالة و السبب بسيط جدا وهو بسبب المدرج فقد بنوه بذلك الخط – جنوب شمال-، و دون شك فاللملكة اليزبيث دور فى قتل ذاك الضب و فى إسعادهم جيوش النمل و خلق وظائف لمدة سعدوا فيها اينما سعادة – نعم -  و لها الفضل  فى جلستى هذه  على الشارع .

لا علاقة بالفعل لما بدأت أشاهده من فوق- قوز- الرمل بما كان يحدث بغرفتى، و لن تهتز شعرة منى لتحاملى على ملكة بلاد الفرنجة بقتلها للضب، و كأنه مدفون فى أعماق- قوز -الرمل الأحمر والذى  كنت أجلس عليه، و هاهو ممسوح على جسد هذا الجدار الانيق – بدون فائدة – ليس الإ سور خاوي يقوم بحراسة اللاشى بدواخله، ربما ظن مالكه  أنه و بوضع هذه الاسلاك الشائكة و بهذه الطريقة الشائنة توج ملكا على شارع لا يحتمل أكثر منى و بائعة شاي و وسيط لا يكسب الا القليل فى موسم  بيع البطيخ.

الذين اكتشفتهم على طول هذا الشارع بعد حادثة الضب المأساوية و بفضل كوم الرمل الراحل – أستخدم بالفعل فى بناء سور  لبيت احلام احد الناس – لاحظت شغفهم  بالعمل لا يكلون و لا يملون و يحاولون بقدر المستطاع كسب الزبون، بائعة الشاي مثلا،  لا تتردد فى ان تناولك كوب الشاي رقم 50  وعلى الحساب، لا أعرف سر  سردها و إفتخارها و هى تقول و بدون مقدمات – و الله راجلى كان بيقطع البحر و يرجع عوم  ساآي -، عند سماعى للقصة مع كوب الشاى الاول معها أفرحتنى كثيرا بما ظلت تردده عن شجاعة زوجها، و لم اود معرفة المزيد من خلال كوب الشاى الاول، رجعت اليها مساء اليوم الثانى و أنا على يقين بمعرفة المزيد عنها، طلبت كوب الشاى الثانى، الا انها بدأت بإعادة سرد القصة نفسها عن زوجها الذى كان يسبح من الضفة الى الاخري و يعود دون توقف، لا أعرف ما الذى اصابنى عند سماعى لقصتها معادة، الذى اذكره باننى لم استطع إكمال كوب الشاي ذاك، و أنه مذ ذلك اليوم لم أرغب بل كرهت مشاهدتها و قمت بتطويل الطريق الى غرفتى بتغييره و هى الجالسة على ناصية الشارع الفرعى و الذى لا يبعد كثيرا من الطريق الرئيسى المؤدي الى المطار الدولى.

 

ما الضرورة الآن فى التحدث عنه ولو قليلا – بائع البطيخ - ! لا أهمية لذلك فهو إنسان عادي و بسيط لدرجة لا تصدق، يحضر معه جردل ماء و عدد من جوالات الخيش الفارغة و ينتظر اللورى لإستلام ما يجود به السمسار مالك اللورى و يقوم بمحاسبته فى اليوم الآخر مع خصم التالف.

كانا يمتلكان جردلى ماء شديدي القذارة و الشبه، و لا أظن بانهما كانا يشتريان الماء، كانا يملآنه بدون مقابل من النيل، و ما الضير فى هذا ! النيل الشرب منه حلال مذ بدء الخليقة، النيل الذى لم يقدم أية مساعدة للطامعين و الغزاة و المستعمرين كان يستهزاء من كل الدخلاء وهو يجري شمالا، و هم بعيونهم  و رأسمالهم الجشع كانوا عند كل خطوة نحو الجنوب، يصهرون الحديد قضيبا و يبنون القطارات لنهب  موارد بلادنا، النيل ماء لم يلعنهم و لم يابى سقيهم، كان مشرعا معلنا من الازل نقاءه و جريانه نحو الشمال.

كنت أظن فى اليوم الذى وقع فيه الذيل ارضا باننى لن أتمكن من السكن فى هذه الغرفة بسبب العفن و بالفعل إنتظرت ليومين و ثلاثه و أسبوع و بدأت أقترب من شق الجدار أشتم رائحته ، و بدون سبب بدأت أحب الجلوس  على – قوز -  الرمل فى الشارع أستقبل تحيات سكان الشارع و أرد بأحسن منها. و كانت حركة السيارات الى و من المطار ليلا تذكرنى  بحادثة الذيل ، و من خلال بعض الفضول قادتنى شجاعتى الى  المطار، كان كل شى اعتياديا، عند صالة القادمين لا شئ يذكر  و عند صالة المغادرين شاهدت عمالا أجانب يقومون بمسح السيراميك و الحائط من القرميد المزجج.


 

 رضوان عبدالعال همت



معشوقة تهراقا

معشوقة تهراقا



 
بدايــة

من هنا تخرج من مسير الصمت حتما
وتهدي ليلتى - الآن - لما أهوى
ليلة فى قمة الدهشة مأوى
تجيب دعوتى 
و  صمت جدتى 
و الضرورة فى المطر

---
مطر

من هنا ليلعب الصغار بالمطر
ينزل المطر  
طق طق طق طق طق
طق طق طق طق طق
و أمى زهرة أبوابها مطارق الندى
تلم طيننا فى صرة من ثوبها لنا
و كامل المدينة  
تعيد لى قرأة الذى يقال  
- أكان فارسا من حدوة توضأ  و مات قرب جدتى فى هدؤ  !
أم كان يهمس الأغانى  !!
أجيبنا  يا  صدأ 
اجيبنا  بالكلام 
بجوف حرفك الأصم  
قودنا الى متى سؤالنا  
لا  تقتل الرجال  
خطوات رقصى الآن نحوك    فحـ تمل

---
لا   لا

أتوغل فى صمتك     لا       لا  
من  مملكة الله الشئ الداعينى أن أمشى فى هذا  
و الوجه  -  و  أنا  - المار هناك على زاوية فينى   
فدعيني   
درويشا  أترنم داخل حدود الحلقة   و  الطبلة
لن يكتب - جنى الشيخ - مساما من جسدى
من كل صلوات رجال الدين أنا
أنبض فى صدرك  -  آآآمين -
عرق   
و  تراب   
و  حنين
---

دمية الزجاج

تخاف دمية الزجاج أن تشك فى تثاقل الأيادي  
فيحمل السؤال عنها الى خوارج الحدود
تخاف أن يصيبنا عمى لذيذ  
و نحن نعصر النبيذ من حوامض الشمال  
فلا   نراها   
تنسج الحلال   
من خيوط قطننا الحلال  
و تصنع  الدمى  الحلال   
مدية الصدأ من قلبها   تبل   
و  الحرام  فى  مدينتى

---
بكاء

نلاحق بقعة خنثى  فتقسم  أنها  نجمه   
نعيد لحائط معبد لمسا  حقيقى  
فنلصق  
و  الفانوس  أنثى
نكدس  الأموات فى صور الورق
نرحل بالقوافل خلسة   
فى اشتهاء   و  بكاء   
أحملينى  من  هنا   
أنا     لا      أحتمل
أعيدينى  الى  قراءة التهجي
- أقسم أنى لا  أخلق صنما  أتعبده
- أو  حتى  أتعبد  فيه  
أكشكش  معصما فضي من أرض  الحجاز   
و  اسكن   
أسكن  فى  القبل
---

معشوقة تهراقا

معشوقة تهراقا  تطحن حجرا  بالراحة
تتلذذ  وهى  تمارس  ادعية الموت   
و  تمشى   
تطوي  الساحه  
تعزف على نغم بوقى  و  تمشى   
تطوى الساحه
تولد فى أطفال - يتم يتمنون - مساحه  
و  تمشى   
تطوى الساحه
و  مساء مدينتنا منتصب لسؤال عنها  
قالت : " حتى يورق آخر ياقوت من جنيي الشيخ فلان " 
---

مشنقتى

حملتنى بين أكوام الحلوى و  الليمون  
مسحت وجهى أكثر من مره
وخيالاتى  للصدأ  المسكون على رمز فى الطحلب
حتى ملكتنى فى دعوة رصف للحب
فقفزنا  نجمع قطرات الماء  
و  نرقص
معشوقة تهراقا تلقى من صخر خليقتها النجم البكر
تكوننا بالميم الأول من   ما - ما   
تمد الينا الميم الأخرى   لنتوه  
نبحث عن جهة  للضؤ   
نتصاعد- فى الممكن - أبخرة للعشق   
معشوقة تهراقا   مشنقة  تتأرجح  وسط هلال   
قالت : " من  أي بلاد الله المضمار الأبريقى الساحه "
---

ماما

الآن  و ميمك - ماما - يحملنى  
مختباء  أسائل  مسام النفس الراحل عنك  و عنى   
أغنى   
يا  مدينتى   
يا  دميتى الحلال فى قماشها الحلال   
"  أوآآآه   يا  سودان   
يا   أمى  بأبخرة  اللبان   
آه   دمى  الملعوق
ابزقك  دُمىً   "



المحطة - قصة قصيرة


المحطة




     المنفذ للتلصص عليه يعتمد على ضؤ  يخرج من خُرم على الباب، و كان هذا ما يتداوله أطفال المحطة عما يشاهدونه بالداخل. وكان شغفى بوضع أحدى عيناي هناك ، مثله تماماً وهو يمتطي القطار الى هنا، واثباً يخرج وهو يصوب آلة تصويره نحو أكوام النبق و بائعات الخزف و البروش و الشاى و الهوى، كل شئ كان إعتيادياً قبله، الناس و هم يعيدون إنتاج اصواتهم كل صباح و الفصول على تتابع، فقط اعلان وصوله القطار يقتل الرتابة  و لمدةٍ وجيزه، لتنتظر قدومه وهو ما زال جاثماً على القضيب، اطفال و نساء و رجال يجتمعون دون تنظيم، يرفعون أسعار ما يبيعونه من جفاف الأكل و اشربة من ثمار أشجار محلية، الى ان ترجع الاسعار الى ما كانت عليه ببيع ثقيل لفقراء الاطراف، القطار هنا نافذة رؤيا لاي كان ،ليتوقف مع توقفه و يشاهد فى سرور النازلين اليه، يتأملهم ليقفز نحو الامتلاك و السرقة و ربما القتل، صحف جديدة باعلانات لا تهم ، وربما خبر يتداول على ألسنة متجددة للوجوه ما تلبث ان تجف و  ترجع كما كانت.

نزل الى هذه المحطة رجل يتحدث العربية بصعوبة و لكنه كان ناجح فى إيصال قوله، كان متجولاً  ينام على رصيف المحطة، ثم بجوار المسجد، ليستقر اخيرا فى الكامبو، قبل أن ينزل وجه كاميرته ذات الخرطوم  نحو مريم .. بائعة النبق، ظللت أراقبه و هو يقفز من طفل لرجل لفضاء خاوٍ لشارع لقرد، الى أن طفح كيلى و أنا اجده كرامبو الافلام يزداد جنونا ليصوب خرطومه فى كل الإتجاهات، يقف لفترة وجيزة على وجوه الاطفال و لفترات أطول فى اللاشئ ، لم أفهم وقفته تلك على ناصية الميدان الجنوبي و لا  لاعب فيه، ظل يلف و يدور بكاميرته، ثم يقف و يجلس و يبدل زخيرته باخري جديدة، و أنا أراقبه حتى المسجد، لم يدخله، وصل مع جموع المصلين بعد الاذان و هو شاهر صوبهم سلاحه و هم فى غفلة و عدم مبالاه و وضؤ، لم يترك شيئا، حتى المأذنة القصية الجمها معه وهو يركض كالمنتصر للكامبو.

سرق منى راحة البال و النوم، حضرت صباح اليوم باكرا، أسأل أطفال الكامبو عنه، الى أن دلنى بائع الدوم بانه إستأجر غرفة من التومه، و هو لم يخرج منها حتى صباح اليوم، ليأتى خارجا معهم الى المحطة.

ساقتله، نعم  ساقتله الليلة، و انا و مذ وثبتة الاولى للارض كرهته و ظللت اقفز أمامه كالقرد لاحظي بصورة، فى ذلك اليوم من بعد ضبطه لآلته بعين مغمضة و فى لحظة كبسه لأمر الومضة، رفع إصبعة عنها ليفتح عينيه و ما أن رآنى الإ و اشاح عن الصورة كلها !  نعم سأقتله زبحا، لست شيئاً لا يجوز ان يكون من ضمن صورة ! أنا لست باجربٍ يها الغريب ...  ساقتلك الليلة.

خرجت مساءً متوجها الى الكامبو و فى جيبي قيمة زجاجة خمر، شربت منها ما شربت و قمت بكسر عنقها على صخرة و أنا اسير على خطي ثابتة و بدون توقف، وصلت و بيدى أداة قاتلة، لم يكن بابه مقفلاً كما خيل لي ، وقفت أرشف نفساً عميقا و قبضة يدى تزداد قوة ، دخلت و أنا أزيح الباب بكتفى قليلا، كان نائماً باطمئنان، و زجاجة سليمة فارغة بجواره، و تفاحة آدم عنقه تنادينى بان أغرز فيه آلتى الحادة، فانا هنا لقتله.

كل المحطة حاضرة هنا، رصهم على كامل الجدار الطينى و على الواح الخشب المكملة للحائط قام بتدبيسهم بمسامير ملونة و مدببة الاطراف، مريم بائعة النبق بثوبها المزركش، حتى جادين الاطرش بقفزته البلهاء .. كلهم هنا، صور باحجام مختلفة، ملونة و بالابيض و الاسود، بحثت جاهداً لصورة ربما اخذها لى من دون معرفتى، فلم أجدها، بائع التمباك، لم أكن أعرف أن له إبتسامة بهذا البياض الفسيح، حليمة .. عبدالباقى .. قرود  .. كلاب ..حتى أحذية ...

ياااااه ... وجدت قدماي تفودانني للخارج كالمجنون و عينى ملصقةٌ على ضؤ  يخرج من خُرم على الباب  و المحطة لم تعد هى المحطة التى أعرفها، من تراه غيرى يمتلك الرغبة فى قتله !  لم أتراجع عن الفكرة تماماً، و لكن ربما متلصص يأتى لقتله أو حتى سرقته.


رضوان عبدالعال همت 




في نرجس الموت

في نرجس الموت

انطوي إلي وجهات نارِك الأقصي 
أسلبُ وقفةً للزهو إليك 
وصفوة بجوانب الكأس النبيذ 
أُلملم ما يخص ذهول منصتي فيني 
لتأتى طفلة السجاد في الخيط الحرير 

والبنيات علي أطراف تبريز 
تبريز الغزل 
وأنا – هذا الشهي الآن – فيما تبقي في من أنثى 
أخجل من ذهولهما يداي 
أناديك 

انااااديك  

ثم  أدلو علي صمتي 
ويدلوني كثافة نصك الآتي الخفي

يقلدني وساماً 
وعلي أطراف تبريز   مغول وعسل 

يقلدني حساماً في حضرة آخر  الخلفاء 

ومقاماً  في ربما   منفاكِ  يا   بنت المطر 
وأنا   لا    شي  لي   غيرك  مساما   ووجهي 

أواه  يا جرحى من قواقع طرفك – ذاك الطري – 

وشفتي  منطبقين فيك

منطبقين    منطبقين 

في الليل العروس 

 

وموعدي في نرجس الموت 

أواه لو أن لي موعد في نرجس الموت 

موعد في نرجس الموت بهي 

يشتاق    لي 

يشتآآآاااق       لي  

لو  

ا ن ت ه ي




25 September 2005 - 11:51am




قصة قصيرة / أولاد الشيخ

قصة قصيرة / 
 

أولاد الشيخ


 
لا يمكن ابدا للذين يساورهم الشك بطول و عرض هذه القرية ان يومنوا بان ما يتدولونه هنا لا معنى له اطلاقا عند ابواب صانعى القرار. و حده الشيخ عبد اللطيف الذى لا يبدو عليه علامات الشحوب و الغضب و ذلك بسبب تردده المستمر على تلك الابواب و معرفته بتفاصيل التفاصيل،  بل  محاولاته الجاده و الشجاعة لكسب ما هو متاح لهم.


ـ طيب يا جماعة إنتو  الباشمهندس مصطفى ده بقول ما تزرعوا القطن السنة دي و ما تسوا   ده  و   أعملوا ده   و سيبو   ده  ..  و انا  و  الله  مصطفى ده  لو ما فى مقام ولدى الطاهر  بكون  مقامه  اكبر   لـ علموا  و  فهموا  ..  لكن  كمان  الحالة  ضاقت  و  كلاموا  البقولوا  ده  انا خايف  أخالفوا  و  أندم !!  دحين  لازم  نقعد  و نتشاور  و  نشوف  البنعملوا  شنو   يا  ناس.


تعجب أخى الطاهر لكلامه اليوم و هو منذ استلامه لشهادتى الثانوية  فى حالة لا يعلم الإ الله بها و لا يمكنه التراجع عن الامر و لا ان يقف فى طريق مستقبلى وهو المعروف بتشجيعه لأكمال البنات دراستهن، و كلامه الكثير عن بابكر بدري و المدرسة القائمة هنا، من الذى لا يعلم هنا المشكلة القائمة حتى اليوم بينه و بين الشيخ عبداللطيف. كان صامتا طوال الاسابيع الماضية و ها هو يحضر بكامل بهاءه و  يتكلم!


الشيخ عبداللطيف له اربعة نساء اثنتان يقمن هنا فى القرية فى منزلين منفصلين و اصبحن مثالا اذا رغبت فى الدعاء على احدهم قلت : (( الله يبعدك بعاد نسوان الشيخ )) أو (( الله يبعدك من التمباك  بعاد الخدوم من البتول )) انجب منهما الكثير من البنات و الاولاد  و عدد من ابناءه يدرسون بالجامعات السودانية و منهم من هو  بالخارج ، أما بناته فهن و بعد أكمالهن للخلوه يلزمن البيوت الى ان يتزوجن او يمتن، الا واحده تدعى – أمانى – و بحكم جيرتها لنا و علاقة الصداقة بيننا درست حتى نهاية الفصل التاسع،  زوجته الثالثة تعيش فى حاضرة الولاية ، لا علم لنا بها غير ما تتداوله النساء عن جمالها و لونها الابيض و يقال انها بنت تاجر شامى من الذين استوطنوا هنا منذ سنوات طوال ..  زوجته الرابعة تعيش فى الخرطوم.

عندما وقف مساء ذاك اليوم  و  طالب أبى  فى النادي  الرجال بان يحددوا موقفهم من زراعة القطن و توضيح الرؤية له ، لم يكن الباشمهندس مصطفى متواجدا كعادته   تمنى أخى ان يكون ابى فى نفس حالته البائسة بسبب قرب سفرى، كان من المفترض ان يكونا معى  لكى يقوما باكمال اجراءات تسجيلى فى السكن الداخلى، ها هو الآن يفتح أمرا للنقاش و كأنه يتناسى هذا الأمر، من الجيد ان الشيخ عبد اللطيف لم يحضر ايضا اليوم!

الى متى سيظل اخى يحرص بان لا يتقابلا فى موضوع يتحتم الوصول الى نتيجه فيه ان يتصارحا، كان من الممكن ان يكونا معا هنا و يتوصلا الى نتيجة واحده، الا  يمكن ابدا ان يجلسا سويا فى برش  واحد  أو  حتى كرسيين  متجاورين !


ليس لأخى الطاهر  و لا لبنت الشيخ عبداللطيف – امانى - اي ذنب لطول هذا الإنتظار فى سبيل مصالحتهم، ثم ان الطاهر أحبها هى و لا يعنى له شيئا ان أكملت دراستها الجامعية او لم تكمل ! وهى على حسب معرفتى بها راضية مرضيه و لا تحمل اي ضغينة تجاه والدها، ما باله ابى اذن و كان جميع فتيات القرية أكملن دراستهن الإ هى !!


الطاهر تربطه علاقة جيدة بالجميع، و يجتهد كثيرا لمسايرة المهندس مصطفى فيما يخص المزارعين و مشاكلهم بإختلاف الفصول و يعتبره اخوه الاكبر و ما زال يحاول معه و بصور مدروسة و جاده إنهاء الخصام .

 
مساء ذلك اليوم كان من الممكن مصارحة الشيخ عبدالباقى بسفرنا  للخرطوم و كان من الممكن لأبناءه هنالك من استقبالنا و تسهيل اجراءات تسجيلى بالجامعة و السكن الداخلى و إنهاءها فى يوم واحد و لكنه والدي الذى عاند قائلا : (( انتى يا بنت ما بتفهمى  جامعة  شنو الماشه ليها ..  الزول ده عارض قرايه بناتوا.. مساعتو  ما لازمانى )).

 
أتصل بى اخي و أعلمنى بنجاح المهندس مصطفى بالوصول مع والدي و الشيخ عبداللطيف و المزارعين الى القرار المناسب فيما يخص زراعة القطن ،و أعلمنى بان أحد ابناء الشيخ سيتصل بى  و هو يرجونى بان اتصل بامانى لمعرفة أخبارها  انهى مكالمته.

و فوجئت باحد أبناء الشيخ عبد اللطيف المقيمين بالخرطوم يتصل بى و بمنتهى اللباقة و الذوق  يعرفنى على أخته بكلية الزراعة بنفس الجامعة .

 

رضوان عبدالعال همت